{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)}{فَلِذَلِكَ فادع} أي إلى ذلك الذي شرع الله، فادع الناس فاللام بمعنى إلى، والإشارة بذلك إلى قوله شرع لكم من الدين أو إلى قوله: ما تدعوهم إليه وقيل: ءن اللام بمعنى أجل، والإشارة إلى التفرق والاختلاف، أي لأجل ما حدث من التفرق ادع إلى الله وعلى هذا يكون قوله: واستقم معطوفاً، وعلى الأول يكون مستأنفاً فيوقف على {فادع واستقم} {كَمَآ أُمِرْتَ} أي دُمْ على ما أمرت به من عبادة الله وطاعته وتبليغ رسالته {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ} لضمير الكفار وأهواؤهم ما كانوا يحبون من الكفر والباطل كله {وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} قيل: يعني العدل في الأحكام إذا تخاصموا إليه، ويحتمل أن يريد بالعدل في دعائهم إلى دين الإسلام، أي أمرت أن أحملكم على الحق {لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} أي لا جدال ولا مناضرة، فإن الحق قد ظهر وأنتم تعاندون.